غبش التشابه بين بابي الوجود والعدم قراءة في جدارية محمود درويش

جدارية محمود درويش  قصيدة طويلة تنتظمها تجربة روحية يفترشها سؤال الهويّة، لتمضي إلى قرار التجربة الإنسانية وهي تواجه فناءها أوموتها ، أو وهي تحيا الراهن الذي يقوّض الأزمان جميعها، أو تشهد (الآخر) وهو يحاول استلاب (الأنا) وتهميشها.      جاءت الجدارية استجابةً لحدث مَرَضيّ كبير طارئ جرى في حياة الشاعر محمود درويش، أُجْرِيَتْ له على أثره عملية جراحية خطيرة في باريس، وضعتْه عمليّاً في مواجهة مباشرة مع الموت الذي مضى إلى سبيله، في حين ظلّ (سؤاله) يخترق الشاعر، ليحفّز على القول، ويشكّل هذه المدونة الشعرية الكبرى لا تنبني ثيمتها على تصاعد مفاصلها الجزئية، وإن ظلّ ثمّة ترابط حتميّ يشدّ مفاصلها، بل تحتكم إلى التداعي الذي ربما يكون  سببه أنّ الموت قد غرس مخالبه في ذاكرة الشاعر وهي تستعيد جزءاً من هذيان تلك التجربة الذي وقع الشاعر ضحيّةً له..