نظر الخاطبين دراسة حديثية فقهية

يتناول هذا البحث جانبا مهما من مقدمات بناء الاسرة وتكوينها، حيث ان الخطبة تعد من أهم مقومات ومقدمات عقد النكاح، ففي فترة الخطبة يستطيع كل من الخاطبين أن يتعرف على الآخر، ومن خلالها يستطيع كل منهما النظر للآخر لتستكين نفس كل من الخاطبين للآخر وليكون بناء الاسرة على قواعد متينة، ومن خلال المنهج والوصفي التحليلي يحاول هذا البحث بيان مفهوم الخطبة، وحدود نظر كل من الخاطبين للآخر، ثم بيان شروط نظر كل من الخاطبين للآخر. وقد خلص هذا البحث إلى مجموعة من النتائج والتوصيات، أهمها: أن أهل العلم أجمعوا على مشروعية الخطبة لثبوت الأدلة الدالة على مشروعيتها، إلا أنهم اختلفوا في حكمها، وأن من حكم تشريع الخطبة العلم بجمال المخطوبة والخاطب، وخلوهما من العيوب، ودوام الألفة والمحبة بين الزوجين، كما وذهب جمهور العلماء إلى إباحة نظر الخاطب إلى مخطوبته، إلا أنهم اختلفوا في حدود ذلك النظر، وقد ترجح للباحث جواز نظر الخاطب إلى ما يظهر غالبا من المرأة أمام محارمها إلا أن ذلك وفق شروط لابد من أن تتحقق قبل ذلك، وأنّ للمرأة أيضا أن تنظر إلى خاطبها، فإنه يعجبها منه مثل ما يعجبه منها، وقد أوصى الباحثان أهل العلم والدعاة والوعاظ بأهمية بيان المسائل الشرعية المتعلقة بالأسرة وذلك لجهل كثير من المسلمين بتلك التشريعات مما اوقعهم في الأخطاء والمشاكل الاسرية.