القدرة الإنسانية عند المتكلمين وعند الفقهاء والأصوليين دراسة مقارنة

{"title":"القدرة الإنسانية عند المتكلمين وعند الفقهاء والأصوليين دراسة مقارنة","authors":"","doi":"10.51930/jcois.21.73.0109","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"يُعد مصطلَح القدرة من المصطلَحات المشتركة، إذ استعمله علماء الكلام؛ لتعلقه بواحدة من أمات المسائل الكلامية؛ وهي مسألة القضاء والقدر، التي أُثيرت عند المسلمين منذ فجر الاسلام، ووقع البحث فيها بين علماء الكلام، وتعددت الآراء في أنّ الانسان قادر على الفعل والترك، أو أنّه مجبر على أحدهما؛ وليس له القدرة على الاختيار. واستعمل الفقهاء هذا المصطلَح أيضاً، إذ إنّهم ذكروا شروطاً عامة للتكليف الإلهي، فما لم تتوفر تلك الشروط لا يتوجه التكليف للإنسان، ومن هذه الشروط العقل والبلوغ وغيرهما مما هو مذكور في الكتب الفقهية. ومن الشروط العامة للتكليف قدرة المكلف على الاتيان بما كُلِّف به. ولعله لا يوجد باب من الأبواب الفقهية، لا يوجد فيه ذكر لهذا الشرط: لأصل الحكم الشرعي، أو لأحد أجزائه، أو شرائطه. وقد استُعمل المصطلَح نفسه في تلك العلوم من دون تمييز واضح للمعنى الذي يكشف عنه في كلٍ منها؛ فكان من الضروري تحديد معناه تحديداً دقيقاً في كلٍ من تلك العلوم؛ لاجتناب ما قد يفضي إليه ذلك من الخلط والاشتباه. وتعني القدرة عند المتكلمين حرية الاختيار بين الفعل والترك ويقابلها الجبر، وهذه القدرة –على القول بها- ممنوحة من الله تعالى حين خلقه للإنسان، ولا تتحكم بها الأسباب الطبيعية. في حين تعني القدرة عند الفقهاء سلامة الأعضاء والجوارح وسائر الأسباب التي تمكِّن المكلف من أداء التكليف، ويقابلها العجز. وهذه القدرة تتحكم بها الأسباب الطبيعية، كانعدام الصحة، أو انعدام المال، أو عدم تخلية السرب، ونحو ذلك ممّا يحول بين المكلف وبين أدائه للتكليف. وقد استند الفقهاء في اثبات هذا الشرط العام الى قاعدة مهمة بُحثت في علم أصول الفقه، سُمِّيت بأسماء متعددة: نحو قاعدة التكليف بما لا يُطاق، أو التكليف بالمحال، أو التكليف بالممتنع، أو التكليف بغير المقدور، إذ قام الأصوليون هناك بإثبات أنّ التكليف من دون قدرة غير ممكن، واستدلوا بأدلة من الكتاب والسُّنة والعقل، لإثبات شرطية القدرة في التكليف.","PeriodicalId":424169,"journal":{"name":"Journal of the College of Islamic Sciences","volume":"25 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2023-03-30","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of the College of Islamic Sciences","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.51930/jcois.21.73.0109","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0

Abstract

يُعد مصطلَح القدرة من المصطلَحات المشتركة، إذ استعمله علماء الكلام؛ لتعلقه بواحدة من أمات المسائل الكلامية؛ وهي مسألة القضاء والقدر، التي أُثيرت عند المسلمين منذ فجر الاسلام، ووقع البحث فيها بين علماء الكلام، وتعددت الآراء في أنّ الانسان قادر على الفعل والترك، أو أنّه مجبر على أحدهما؛ وليس له القدرة على الاختيار. واستعمل الفقهاء هذا المصطلَح أيضاً، إذ إنّهم ذكروا شروطاً عامة للتكليف الإلهي، فما لم تتوفر تلك الشروط لا يتوجه التكليف للإنسان، ومن هذه الشروط العقل والبلوغ وغيرهما مما هو مذكور في الكتب الفقهية. ومن الشروط العامة للتكليف قدرة المكلف على الاتيان بما كُلِّف به. ولعله لا يوجد باب من الأبواب الفقهية، لا يوجد فيه ذكر لهذا الشرط: لأصل الحكم الشرعي، أو لأحد أجزائه، أو شرائطه. وقد استُعمل المصطلَح نفسه في تلك العلوم من دون تمييز واضح للمعنى الذي يكشف عنه في كلٍ منها؛ فكان من الضروري تحديد معناه تحديداً دقيقاً في كلٍ من تلك العلوم؛ لاجتناب ما قد يفضي إليه ذلك من الخلط والاشتباه. وتعني القدرة عند المتكلمين حرية الاختيار بين الفعل والترك ويقابلها الجبر، وهذه القدرة –على القول بها- ممنوحة من الله تعالى حين خلقه للإنسان، ولا تتحكم بها الأسباب الطبيعية. في حين تعني القدرة عند الفقهاء سلامة الأعضاء والجوارح وسائر الأسباب التي تمكِّن المكلف من أداء التكليف، ويقابلها العجز. وهذه القدرة تتحكم بها الأسباب الطبيعية، كانعدام الصحة، أو انعدام المال، أو عدم تخلية السرب، ونحو ذلك ممّا يحول بين المكلف وبين أدائه للتكليف. وقد استند الفقهاء في اثبات هذا الشرط العام الى قاعدة مهمة بُحثت في علم أصول الفقه، سُمِّيت بأسماء متعددة: نحو قاعدة التكليف بما لا يُطاق، أو التكليف بالمحال، أو التكليف بالممتنع، أو التكليف بغير المقدور، إذ قام الأصوليون هناك بإثبات أنّ التكليف من دون قدرة غير ممكن، واستدلوا بأدلة من الكتاب والسُّنة والعقل، لإثبات شرطية القدرة في التكليف.
查看原文
分享 分享
微信好友 朋友圈 QQ好友 复制链接
本刊更多论文
发言人、学者和原教旨主义者的比较研究
能力是共同术语,由语言学家使用;因为他是语言学家之一;这是一种宿命论,自伊斯兰教诞生以来,就一直在穆斯林中引起,并在言论学者中引起,人们认为人有能力采取行动,或者有义务采取行动;他没有能力选择。学者们也使用了这一术语,因为他们提到了神圣使命的一般条件,除非这些条件不为人类所接受,其中包括理性、成熟和其他文献中所的条件。任务的一个一般条件是指定人员有能力完成任务。也许没有任何一节是法律规定:合法判决的起源、它的任何部分或它的条件。这些科学中使用了相同的术语,没有明确区分每个术语的含义;在每一种科学中,都必须准确地界定其含义;避免由此产生的混淆和怀疑。发言者的能力是指在行为和行为与赔偿之间作出选择的自由,这种能力——可以说是这种能力——是万能的真主为人类创造的,而不是由自然原因控制的。对学者来说,能力是指器官、核心和其他使纳税人能够执行任务的其他理由的安全,并由丧失能力所抵消。这种能力由自然原因所控制,这些原因包括:健康状况差、缺乏资金、偷渡者等,从而使纳税人无法执行任务。学者们提出这一一般要求的依据是一项重要的法理学规则,该规则以多种名称命名:“不可容忍的委托给”、“不得委托给”、“不得委托给”、“不得委托给”或“不可承担的委托”,因为那里的原教旨主义者已经证明,没有能力的授权是不可能的,他们引用了作者、年份和理性的证据来证明授权的能力要求。
本文章由计算机程序翻译,如有差异,请以英文原文为准。
求助全文
约1分钟内获得全文 去求助
来源期刊
自引率
0.00%
发文量
0
期刊最新文献
قَبْسَةُ العَجْلان وسُلْوَةُ الثَّكْلانِ لأبي الوفاء، محمد بن عُمَر بن عبد الوهاب العُرَضي -دراسةٌ وتحقيقٌ- الابراج الفلكية وعلاقتها بالإنسان ( دراسة عقدية ) الشهود من حيث القبول والرد في الفقه الإسلامي المرويات التي ورد تصديقها من القرآن الكريم جمعاً وتخريجاً ودراسة تنامي الفكر الإلحادي بين طلبة المدارس الإعدادية في بغداد – الأسباب والمعالجات
×
引用
GB/T 7714-2015
复制
MLA
复制
APA
复制
导出至
BibTeX EndNote RefMan NoteFirst NoteExpress
×
×
提示
您的信息不完整,为了账户安全,请先补充。
现在去补充
×
提示
您因"违规操作"
具体请查看互助需知
我知道了
×
提示
现在去查看 取消
×
提示
确定
0
微信
客服QQ
Book学术公众号 扫码关注我们
反馈
×
意见反馈
请填写您的意见或建议
请填写您的手机或邮箱
已复制链接
已复制链接
快去分享给好友吧!
我知道了
×
扫码分享
扫码分享
Book学术官方微信
Book学术文献互助
Book学术文献互助群
群 号:481959085
Book学术
文献互助 智能选刊 最新文献 互助须知 联系我们:info@booksci.cn
Book学术提供免费学术资源搜索服务,方便国内外学者检索中英文文献。致力于提供最便捷和优质的服务体验。
Copyright © 2023 Book学术 All rights reserved.
ghs 京公网安备 11010802042870号 京ICP备2023020795号-1