تغيُّر الحكم النحوي و أثره في تغيير الحكم الفقهي

هدفت الدراسة إلى بيان الأثر الفقهي لتعدد توجيه الحركة الإعرابية للقراءات القرآنية، وقد قامت على المنهج الاستقرائي والوصفي والتحليلي , وجاءت الدراسة لتبين ذلك الأثر على وفق بيان اختلاف القراءات , ثم نورد ثمرة هذا الاختلاف؛ وكذلك فإنّ اختلاف التوجيه الإعرابي للقراءات القرآنية له أثر في تنوع الأحكام الشرعية واختلافها؛ كالاختلاف في بيان حكم غسل الرجلين، والمتأمل في القراءات القرآنية يلحظ فيها صورة من صور الإعجاز القرآني , وهذا ما يتجلى بإيجاز الكلام؛ فتقرأ كلمة واحدة بأكثر من وجه وهي برسم واحد , فتدل كل قراءة على حكم شرعي دون تكرار اللفظ وإعادة الخط، وهو ما سيتضح في طي البحث , وقد حاول البحث أن يتتبع القراءات القرآنية الواردة في الآيات, وقد اقتصر من القراءات على ما له علاقة بالمعنى التفسيري التي ذكره المفسرون؛ ببيان العلاقة التفسيرية بين القراءات القرآنية , والمعاني التي أضافتها كل قراءة ؛ لذا كانت الغاية الأساسية للبحث هي الوقوف على ما أفاده مفسرو آيات الأحكام من القراءات القرآنية، وما مدى قبولهم لها في ضوء تحديد المعايير، والقواعد التي يمكن على ضوئها الترجيح بين القراءات المختلفة ، والطرق التي يعتمدون عليها في تقوية وجوه القراءات ؛ وهذا ما لاحظه الباحث من اهتمام مفسري آيات الأحكام, حيث استشهدوا ببعض أوجه القراءة القرآنية دليلا لما تبنوه من أحكام فقهية , إلا أنهم لم يفردوا أثر القراءات القرآنية في التفسير ببحث مستقل ، وهذا لا يعد تقصيرا منهم ، بل كل واحد من العلماء يدلي بدلوه, ويهب لأهل العلم ثمرة جهده في مجاله واختصاصه .