بيعة علي لأبي بكر رضي الله عنهما "دراسة عقدية"

هذا البحث يسلط الضوء على الأحداث التي أحاطت ببيعة أبي بكر الصديق –رضي الله عنه-بالخلافة، ويبين موقف علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- منها، والبحث ليس مجرد سرد تاريخي لتفاصيل ذلك الحدث، وإنما هو نظرة عقدية تتوخى توضيح موقف الصحابة الكرام، ومنهم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم -رضي الله عنهم أجمعين من هذا الأمر العظيم الذي التبس على الكثيرين من بعدهم؛ فخاضوا فيه بالحق أو بالباطل، كما يبرز البحث ما امتاز به الصحابة –رضي الله عنهم- من فقه وورع وحسن سياسة في تعاملهم مع الأحداث الجسام، وأن الواجب علينا عقيدة وديانة أن نحملهم في كل شؤونهم وما شجر بينهم على أحسن المحامل وأنبل الغايات، وهو اللائق بمقاماتهم الشريفة، وذلك ما تؤكده عقيدة أهل السنة والجماعة في أصل من أصولها الخاصة بمبحث الصحابة وأهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين، وقد بين البحث أن الأرجح في أمر الخلافة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوص أو ينص على أحد بعينه ليكون خليفة من بعده، ولكنه أرشد ودل الصحابة على فضل أبي بكر وأحقيته وسابقته بأقواله وأفعاله وإشاراته الظاهرة والخفية، وأن الصحابة قد أجمعوا على بيعة أبي بكر رضي الله عنه، ورجح البحث أيضًا أن عليًا رضي الله عنه لم يتأخر عن بيعة أبي بكر طمعًا في الخلافة أو أنه الأحق بها.