‮ابن فاطمة، والمتبقّي من نصوص كتابه «الجغرافية»‬‎: ‮استناداً إلى الأصول الخطيّة‬‎

‮ المستخلص ‬‎

‮حظي التراث الجغرافي العربي بالاهتمام والعناية على امتداد التاريخ الإسلامي، باعتبار تعلّقه بالمجال المكاني؛ أحد عناصر صناعة الخبر التاريخي إلى جانب عنصر الزمان، ثم المتسبب بالحدث؛ بشرياً أم طبيعياً. وتسارعت في الغرب عجلة البحث في هذا التراث ونشر أصوله وترجمتها إلى اللغات المختلفة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولم يبذل في البلاد العربية ما يكافئ ذلك، وبقي تقريب هذا التراث للدارسين والقراء يستند على اجترار ما أنجزه بعض المستشرقين؛ بطبعه مصوَّراً أو بإعادة صفّ حروفه. وفَتَرت عناية الغرب بهذا الحقل من حقول التراث، ولم تتغير عناية العرب! ومن بين المؤلفات الجغرافية العربية التي لم تنل حظّها من البحث والدراسة والتحقيق، الكتاب المنسوب لابن سعيد المغربي، والذي تكرر في ثناياه النَّقل والإحالة على كتاب عنوانه الجغرافية لابن فاطمة، مما تحاول هذه المقالة بيانه. ولا تهدف هذه الدراسة لمناقشة نصوص ابن فاطمة الجغرافية وإخْضاعها للفحص العلمي أو بيان مدى مصداقيتها بقدر ما تَهدف إلى إبرازه كجغرافي ضاعَ تراثُه والسعي للكشف عن هويّته والاقتراب منه.‬‎