فراس خضير عباس, يحيي معروف, جهانكير اميري, علي عز الدين الخطيب
{"title":"ألفاظ السماءفي شعر يحيى السماوي ديوان (قليلك.. لا كثيرهن، أطفئيني بنارك، نهر بثلاث ضفاف) أنموذجا","authors":"فراس خضير عباس, يحيي معروف, جهانكير اميري, علي عز الدين الخطيب","doi":"10.31185/eduj.vol2.iss45.2780","DOIUrl":null,"url":null,"abstract":"إن الخوض في أية دراسة نقدية لشعر شاعر ما، تتطلب عددا من المفاتيح التي يجب أن يمتلكها الناقد كي يقوم بفتح أبواب مغارات تلك القصائد، نعم، فهي أشبه بمغارات علي بابا، التي لاتفتح إلا بوجود كلمة السر، وكلمة السر هذه لا يملكها إلا الناقد الجامع لشروط النقد. وهي كثيرة، كالموهبة والثقافة العالية وسعة الاطلاع على المنجز الشعري، إلى غير ذلك من العوامل التي تقوم بإنجاح عملية القراءة النقدية. \n كما أن دراسة أي منجز شعري لأي شاعر من الشعراء، تحتاج إلى معرفة واطلاع واسعَيْن على نتاجه الأدبي الذي سيشكل بلا شك نقطة الانطلاق الأولى للخوض في مغامرة النقد. \n في هذا الموقع من الدراسة سنقوم بدراسة ألفاظ السماء التي تعد من مظاهر الطبيعة في نصوص الشاعر العراقي يحيى السماوي، الذي تشكلت شخصيته الشعرية من خلال مزيج سحري جمع عذوبة الريف ونقائه، وجمال المدينة وطقوسها المتعددة، فهو شاعر ينتمي إلی الجنوب العراقي، وللجنوب ميزة خاصة لا يعرفها إلا الذين ذاقوا طعم البرحي واستنشقوا عبير الأهوار . \n بين أيدينا ثلاثة دواوين ستكون هي المادة الشعرية المدروسة في هذا المقال, وهي (قليلك.. لا كثيرهن، أطفئيني بنارك، نهر بثلاث ضفاف)، والتي سترافقنا على مدار الدراسة، وقد جاء اختيارها من بين عدد كبير من دواوينه، وفقا لميزات أبرزها، أنها متنوعة التجارب، فهي متعددة لم تقف على تجربة واحدة، وهذا سيمنحنا فرصة كبيرة للكشف عن التنوع فيها. \n كما أنها تمثلت مراحل تطور لغة النص الشعري لديه، فهي دواوين توزعت على أبرز المراحل الشعرية في مسيرته الأدبية، لذا فإننا من خلالها نستطيع إعطاء مؤشرات حول تطور لغته وأدائها الشعري. \n إن البحث يسعى للإجابة عن عدد من الأسئلة المهمة: \n \nهل منحت ألفاظ السماء أبعادا جديدة لثقافة الشاعر؟ بحيث يمكن أن نقول عنها فعلا، إنها استطاعت أن تؤثر في ثقافته، نضجا، وعمقا، ووسعت من دائرة خياله الشعري؟ \nهل استعمل الشاعر ألفاظ السماء بصورتها المرجعية المعجمية أم أنه استطاع أن يتخذ منها قناعاً يخفى خلفه دلالاته ومقصدياته؟ \nهل استطاع السماوي أن يميز نفسه من الشعراء الآخرين أثناء توظيفه لألفاظ السماء، أم أنه سار على وفق التصورات التي قدمها سابقيه أو من الجيل نفسه ولم يأت بجديد؟ \n \nهذه حزمة من الأسئلة التي فيما يبدو أن علينا أن نجيب عنها وأن نتابعها أثناء التحليل، وهي من صميم عملنا النقدي.","PeriodicalId":390027,"journal":{"name":"Journal of Education College Wasit University","volume":"19 1","pages":"0"},"PeriodicalIF":0.0000,"publicationDate":"2021-12-21","publicationTypes":"Journal Article","fieldsOfStudy":null,"isOpenAccess":false,"openAccessPdf":"","citationCount":"0","resultStr":null,"platform":"Semanticscholar","paperid":null,"PeriodicalName":"Journal of Education College Wasit University","FirstCategoryId":"1085","ListUrlMain":"https://doi.org/10.31185/eduj.vol2.iss45.2780","RegionNum":0,"RegionCategory":null,"ArticlePicture":[],"TitleCN":null,"AbstractTextCN":null,"PMCID":null,"EPubDate":"","PubModel":"","JCR":"","JCRName":"","Score":null,"Total":0}
引用次数: 0
Abstract
إن الخوض في أية دراسة نقدية لشعر شاعر ما، تتطلب عددا من المفاتيح التي يجب أن يمتلكها الناقد كي يقوم بفتح أبواب مغارات تلك القصائد، نعم، فهي أشبه بمغارات علي بابا، التي لاتفتح إلا بوجود كلمة السر، وكلمة السر هذه لا يملكها إلا الناقد الجامع لشروط النقد. وهي كثيرة، كالموهبة والثقافة العالية وسعة الاطلاع على المنجز الشعري، إلى غير ذلك من العوامل التي تقوم بإنجاح عملية القراءة النقدية.
كما أن دراسة أي منجز شعري لأي شاعر من الشعراء، تحتاج إلى معرفة واطلاع واسعَيْن على نتاجه الأدبي الذي سيشكل بلا شك نقطة الانطلاق الأولى للخوض في مغامرة النقد.
في هذا الموقع من الدراسة سنقوم بدراسة ألفاظ السماء التي تعد من مظاهر الطبيعة في نصوص الشاعر العراقي يحيى السماوي، الذي تشكلت شخصيته الشعرية من خلال مزيج سحري جمع عذوبة الريف ونقائه، وجمال المدينة وطقوسها المتعددة، فهو شاعر ينتمي إلی الجنوب العراقي، وللجنوب ميزة خاصة لا يعرفها إلا الذين ذاقوا طعم البرحي واستنشقوا عبير الأهوار .
بين أيدينا ثلاثة دواوين ستكون هي المادة الشعرية المدروسة في هذا المقال, وهي (قليلك.. لا كثيرهن، أطفئيني بنارك، نهر بثلاث ضفاف)، والتي سترافقنا على مدار الدراسة، وقد جاء اختيارها من بين عدد كبير من دواوينه، وفقا لميزات أبرزها، أنها متنوعة التجارب، فهي متعددة لم تقف على تجربة واحدة، وهذا سيمنحنا فرصة كبيرة للكشف عن التنوع فيها.
كما أنها تمثلت مراحل تطور لغة النص الشعري لديه، فهي دواوين توزعت على أبرز المراحل الشعرية في مسيرته الأدبية، لذا فإننا من خلالها نستطيع إعطاء مؤشرات حول تطور لغته وأدائها الشعري.
إن البحث يسعى للإجابة عن عدد من الأسئلة المهمة:
هل منحت ألفاظ السماء أبعادا جديدة لثقافة الشاعر؟ بحيث يمكن أن نقول عنها فعلا، إنها استطاعت أن تؤثر في ثقافته، نضجا، وعمقا، ووسعت من دائرة خياله الشعري؟
هل استعمل الشاعر ألفاظ السماء بصورتها المرجعية المعجمية أم أنه استطاع أن يتخذ منها قناعاً يخفى خلفه دلالاته ومقصدياته؟
هل استطاع السماوي أن يميز نفسه من الشعراء الآخرين أثناء توظيفه لألفاظ السماء، أم أنه سار على وفق التصورات التي قدمها سابقيه أو من الجيل نفسه ولم يأت بجديد؟
هذه حزمة من الأسئلة التي فيما يبدو أن علينا أن نجيب عنها وأن نتابعها أثناء التحليل، وهي من صميم عملنا النقدي.